تتمة «مبهمات العمدة» للحافظ ابن حجر العسقلاني [نص محقق]

نشر صاحبنا الشيخ البحَّاثة د. ليامين قدور الجزائري قبل أزْيَدَ من عشر سنين تحقيقَه لكتاب «تسمية من عرف ممن أبهم في العمدة»، أو: «مبهمات العمدة»، ضمن «مجموع فيه من مصنفات الحافظ ابن حجر العسقلاني»، عن نسخةٍ وحيدةٍ وقف عليها في المكتبة الأزهرية.

وكنتُ وقفتُ قديمًا على نسخةٍ أخرى من الكتاب، محفوظةٍ في مكتبة الملك سلمان المركزية بجامعة الملك سعود بالرياض، برقم (314) [33ب-36ب]، وقد توارت عن الفهارس والمحققين لكونها وقعت غُفلًا من العنوان والنسبة، حيث اجتهد مفهرسو المكتبة في تسميتها: «رسالة في من عرفتُ اسمه من رجال العمدة»، ولم ينسبوها إلى مؤلف.

وهذه النسخة الجديدة غيرُ مؤرخة، لكنها جاءت في المخطوط عقب نسخةٍ من كتاب «عواطف النصرة» للمحب الطبري، وقد كُتبتا بقلمٍ واحدٍ متطابقٍ رسمًا ومَحْرَفًا ومسطرة. وبذلك اكتسبت نسخة «المبهمات» أهميَّتَها من جهتين:

الأولى: أن الناسخ سمَّى نفسه في الكتاب الأول: «إبراهيم بن علي الزهري»، وهذا أحدُ تلامذة المؤلف: الحافظ ابن حجر العسقلاني، نصَّ على ذلك السخاويُّ في «الجواهر والدرر» (3/1065) و«الضوء اللامع» (1/83).

الثانية: أنه أرَّخ نسخة «عواطف النصرة» في 28 رجب، سنة 866هـ، والغالب أن نسخة «المبهمات» مكتوبةٌ قربَ ذلك التاريخ، فهي إذن أقدمُ من النسخة الأزهرية المعتمدة في المطبوع بأربعين سنةً تقديرًا، إذ وقعت تلك النسخة ضمن مجموعٍ مكتوبٍ في نسقٍ واحد، وما أرَّخه الناسخُ من رسائله أرَّخه في شهرَي رجب وشعبان، من عام 906هـ.

ولا أستبعد أن ناسخ النسخة الجديدة كان ينقلها من خط الحافظ ابن حجر مباشرةً، فقد لاحظتُ أنه بيَّض لعدَّة كلماتٍ قليلةِ الدوران، مثل: «حزم، السختياني، عائبة أو غائبة، حمنة، بِشَرِّ حيبة، الحيسر، عويمر، الأثوع»، وأخطأ في كلماتٍ شبيهةٍ أخرى، وربما رجع ذلك إلى صعوبة خط الحافظ واستغلاقه.

وما سبق من التبييض والخطأ يشير إلى أنَّ تقَدُّمَ النسخة، وتَلمَذَةَ ناسخِها للمؤلف، لا يقضيان بأنها أتقنُ من النسخة الأزهرية، بل الظاهر أنها أقلُّهما إتقانًا وضبطًا، خاصةً أن ناسخَ الأزهرية هو المحدِّث العارف العز ابن فهد الهاشمي (ت 920هـ)، وليس قاصرًا عن إتقانٍ وضبط، ولعله كان ينقل -كما نقل كثيرًا- عن خط الحافظ السخاوي -أبرزِ تلامذة الحافظ وأضبطِهم لتراثه-، خصوصًا وقد نقل عن خطه في هذه النسخة فائدةً بُتِرت تتمَّتُها في طرف الورقة.

إلا أن الأمر الذي ينبغي ألَّا يُختلف في نفاسة النسخة الجديدة لأجله: أنها أكملت النقصَ الواقعَ في النسخة الأزهرية، فإنه بُتر فيها من آخر الكتاب مقدارُ ورقةٍ واحدة، وأُلزِقَ به كتابٌ آخر بخط ابن فهدٍ نفسِه.

ولما لم يكن المحقق الفاضل قد وقف على غير تلك النسخة، فقد اجتهد في تتميم الكتاب على نسقه، معتمدًا على «فتح الباري» وغيره، في جهدٍ مشكور، غير أنه لا يغني الآن عن نشر التتمَّة من الكتاب الأصلي نفسِه بعد الكشف عن نسخته الجديدة.

وفيما يلي نصُّ تلك التتمَّة الواقعة في الأصل في ورقةٍ واحدة [36]، جاريًا فيها على طريقة المحقق في تصدير كل حديثٍ برقمه في «العمدة»، وغيرَ قاصدٍ إلى إطالة التعليق والبحث، فلذلك موضعٌ آخر، وقد كفت تتمَّةُ المحقق في كثيرٍ منه.

والله ولي التوفيق.

[323] حديث أم حبيبة: توفي لها. قيل: أبوها أبو سفيان. وفيه نظر، لأنه كان معها بالمدينة، وفي بعض طرقه: جاء نعيه من الشام، فالصواب أنه يزيد بن أبي سفيان.

[325] حديث التي سألت: هل تكتحل ابنتها؟ اسمها: عاتكة، والزوج: المغيرة المخزومي، والقائل: قالت زينب، هو حميد بن نافع.

[326] حديث فلان بن فلان في اللعان. هو: [عويمر][1] العجلاني. وقيل: هلال بن أمية. وقيل: سعد بن عبادة. والمرمي بذلك هو (شريك) بن [السحماء][2]، قولًا واحدًا.

[328] حديث أبي هريرة في الفزاري الذي سأل، فقيل له: نزعه عرق. قيل: اسم السائل: ضمضم بن قتادة.

[329] حديث سعد بن أبي وقاص في ابن وليدة زمعة. قيل: اسمه عبدالرحمن.

[339] حديث البراء في قصة ابنة حمزة. قيل: هي أميمة. وقيل: عمارة. وخالتها: أسماء بنت عميس. وأمها: سلمى بنت عميس.

[344] حديث أبي هريرة أن خزاعة قتلوا رجلًا. يقال: القاتل: خراش بن أمية. والمقتول: ابن الأ[ثوع][3] الهذلي.

[346] حديث ابن عباس في المرأتين من هذيل اقتتلتا. هما: مليكة، وأم غطيف. [36أ]

من الحدود إلى آخر الكتاب

[347] حديث العاض والمعضوضة يده. العاض هو يعلى بن منية. والمعضوض: أجيره، لم يُسَم.

[349] حديث أنس في عكل أو عرينة. قيل: كانوا ثمانية، وقيل: سبعة. واسم الراعي: يسار.

[352] حديث قصة ماعز. اسم التي زنا بها: فاطمة -مولاة هزال-.

[353] حديث ابن عمر في التي زنت من اليهود. اسمها: بسرة. ولم يسم الرجل.

[365] حديث الأشعث. (اسم)[4] خصمه: جفشيش -بالجيم، أو الحاء، أو الخاء-. وقيل: معدان بن حرير[5].

[369] حديث عقبة: نذرت أختي. هي أم حبان[6].

[370] حديث أم سعد بن عبادة. هي عمرة -كما تقدم[7]-.

[؟] حديث أنس في صبِّ الخمر. المنادي بذلك هو أبو ……..[8].

[384] حديث ميمونة: أهدي لنا ضب. هي أم حفيد[ة][9]، أو حفيدةُ أختها.

[395] حديث عمر: باع فلان خمرًا. هو سمرة بن جندب.

[423] حديث جابر في بيع المدبر. هو يعقوب القبطي. والمدبر هو أبو مذكور. والمشتري نعيم بن عبدالله النحام.

تم بحمد الله وعونه.

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.


[1] بياض في الأصل.

[2] في الأصل: «هو سهل بن»، وبيَّض لما بين المعقوفين.

[3] بياض في الأصل.

[4] في الأصل: «اسمه».

[5] كذا في الأصل، والمعروف: معدان بن الأسود بن معدي كرب الكندي، والجفشيش لقبه.

[6] رجع عنه الحافظ في «الفتح».

[7] ص236-237.

[8] بياض في الأصل، ولم أقف على هذا الحديث في «العمدة»، وقد قال الحافظ في هذا المنادي في «الفتح» 8/279: «لم أر التصريح باسمه»، وقال 10/38: «لم أقف على اسمه».

[9] سقط من الأصل.




الردود

  1. صورة أفاتار ضياء الدين جعرير

    جزاكم الله خيرا شيخنا محمد، كعادتكم في الكشف عن المخبوءات، وإبراز المكنونات، نفع الله بكم.
    والذي لفت انتباهي كثيرا، هو طريقتكم وخلقكم الرفيع في الثناء على من سبقكم إلى تحقيق، فتجعلون عملكم تتمة وإكمالا، شاكرين له صنيعه، ومكملين له ما بدا به، وإنه -والحق يقال- خلق كاد أن يصير نادرا بين كثير من المحققين، الذين أقنعوا أنفسهم أن التحقيق كالهجاء لا يستقيم إلا بالثلب في عل غيرهم والثناء على أعمالهم، وما أبعد التحقيق عن هذا.
    جزاكم الله خيرا.

  2. صورة أفاتار عبدالله عبدالقادر
    عبدالله عبدالقادر

    جزاكم الله خير الجزاء وبارك الله فيكم

أضف تعليق

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم